نظّم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة” بالشراكة مع شركة الاستشارات الإيطالية “إي أف جي كونسلتنج”، “ملتقى الأعمال بين الشارقة وإيطاليا” وذلك على هامش جولته الترويجية يوم 23 أكتوبر الجاري في مدينة ميلان الإيطالية، برئاسة سعادة أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) و السيد ناصر الخاجة القائم بالأعمال لدى سفارة دولة الإمارات في روما، وبمشاركة نخبة من رواد مجتمع الأعمال الإيطالي، كما قام وفد الإمارة بجولة شملت عدداً من الوجهات الاقتصادية الإيطالية بحث خلالها فرص الاستثمارات والعلاقات التجارية بين الطرفين في قطاعات الصناعة وحلول الأعمال والاستدامة والتكنولوجيا الصناعية.
وشارك في الملتقى كل من سعادة محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر “استثمر في الشارقة”، والبروفيسور جيوفاني بوزيتي رئيس إي أف جي كونسلتنج، وحمد الشامسي مدير الاستثمار للترويج الإقليمي في “استثمر في الشارقة” وسالم المشرخ، تنفيذي أول لترويج الاستثمار في “استثمر في الشارقة”.
وحول تنظيم الملتقى وجولة الزيارات الاقتصادية في إيطاليا، أكد سعادة أحمد عبيد القصير، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، أنّ اقتصاد إمارة الشارقة ودولة الإمارات بشكل عام أثبت كفاءته ومرونته العالية خلال السنوات الماضية، ونجح في تحقيق مستويات نمو استثنائية، الأمر الذي أسهم في ترسيخ مكانته وجهة مثالية للاستثمارات وتأسيس الأعمال، مشيراً إلى أنّ الإمارات تشهد اليوم قفزة كبيرة على مستوى تدفّقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والتي وصلت إلى 84 مليار درهم في العام 2022، كرقم قياسي في تاريخ الدولة.
وأضاف القصير: “إنّ استراتيجيتنا في توثيق علاقاتنا مع المراكز الاقتصادية العالمية؛ تنعكس بشكل كبير على واقع ومستقبل اقتصاد الإمارة، إذ تُتيح لنا هذه العلاقات الوطيدة إبرام تفاهمات واتفاقيات تجارية واستثمارية مشتركة، تدعم النمو العام وتضخ المزيد من الحيوية في مختلف القطاعات، الأمر الذي يخلق مزيداً من فرص الاستثمار وتأسيس الأعمال للمستثمرين المحليين والأجانب. إنّنا نشهد اليوم تحولات ملحوظة في مسيرتنا نحو التنوع، ونحقّق نهضة نوعيّة في قطاعات الاقتصاد الحديث، وبالتالي إحداث المزيد من التنمية المستدامة في المشهد الكلي لاقتصاد الإمارة والدولة على حد سواء.
مرحلة تعاون مثمرة
بدوره، أكد سعادة محمد جمعة المشرخ، خلال العرض التعريفي الذي قدّمه حول مزايا الشارقة الاستراتيجية، أن بيئة الأعمال والاستثمار في إمارة الشارقة وصلت إلى مستويات عالية من التنافسية العالمية، وموطناً للمستثمرين الذين يبحثون عن أسواق تزخر بالفرص المتنوعة ومقومات النمو وسهولة الوصول إلى أسواق المنطقة والعالم.
وقال المشرخ: “تنظيم ملتقى الأعمال بين الشارقة وإيطاليا، وزيارتنا لأبرز الوجهات الاقتصادية هناك، شكلت فرصةً للتعرف على المصالح الاستثمارية والتجارية المشتركة التي تفرزها مسيرة تطور القطاعات لدى الجانبين، وبشكل خاص تلك القطاعات التي تمثل جوهر مسيرة الشارقة التنموية، مثل الثقافة والسياحة ، النقل والخدمات اللوجستية، الرعاية الصحية، التكنولوجيا الخضراء، رأس المال البشري والابتكار، الصناعات المتقدمة والتكنولوجيا الزراعية والغذائية ، حيث شهدنا خلال السنوات السابقة تطوراً كبيراً في التبادل الاستثماري والتجاري بين الشارقة وإيطاليا، ما يؤشر إلى مرحلة نشطة ومثمرة من التعاون”.
تبادل الخبرات في المجالات الصحية، والإعلامية والتكنولوجية
وشمل برنامج وفد الشارقة لإيطاليا، زيارة مجموعة “أنجيلوتشي”، التي تضم مجموعة من المستشفيات والمراكز الطبية، وتمتلك المجموعة شركة إعلامية تستحوذ على العدد الأكبر من المحطات والصحف الوطنية، وعقد وفد الإمارة لقاءات مع ممثلين عن المجموعة بحث خلالها الفرص الاستثمارية في القطاع الصحي لإمارة الشارقة، وسبل تعزيز العلاقات والروابط في المجالات الإعلامية والثقافية.
كما زار وفد الشارقة “منطقة ميلانو للابتكار” (مايند) المتخصصة في ابتكار حلول لتحديات الأعمال وبشكل خاص بناء التجمعات السكنية المستدامة، وتحديات الأعمال الناشئة في الاقتصاد الحديث، وخلال اللقاء مع إدارة المنطقة، أطلع وفد الشارقة نظراءه الإيطاليين على توجهات الشارقة نحو بناء مجتمع مستدام، واستعرض مسار ومستجدات “مدينة الشارقة المستدامة” التي تمثل نموذجاً للفرص الاستثمارية والقطاعات الناشئة في الإمارة.
35 % من مصانع الدولة في الشارقة
وخلال زيارته لمجمع “كيلو ميترو روسو” في بيرغامو إيطاليا، الذي يعتبر واحداً من أكبر مراكز العلوم والابتكار في مجال التصنيع والتكنولوجيا، استعرض وفد الشارقة النمو الكبير الذي يشهده قطاع الصناعة في الإمارة، وفرص الاستثمار في القطاع وبشكل خاص في ابتكار حلول التصنيع والإنتاج وتطوير أنظمة الإدارة والتشغيل للشركات والمنشآت الصناعية، وتوجه الإمارة نحو صناعة التكنولوجيا والروبوتات والأنظمة الذكية، حيث تحتضن الإمارة 35% من مصانع الدولة.
وتأتي الجولة ضمن جهود “استثمر في الشارقة” لدعم مجتمع الاستثمار العالمي وتوطيد الشراكة معه، والتعريف بفرص النمو والابتكار في الشارقة. كما وتجسد العلاقات الاقتصادية والثقافية بين الجانبين، إذ تحتضن الإمارة أكثر من 575 شركة إيطالية تعمل في المناطق الحرة وأسواق الشارقة في قطاعات متنوعة، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الإمارة وإيطاليا نحو 673 مليون درهم خلال العام الماضي.
كما تترجم الجولة والملتقى العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإيطاليا، حيث أعلن البلدان الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية، ما أدى الى ارتفاع رحلات الطيران بين الإمارات و10 مدن إيطالية إلى 81 رحلة أسبوعية، عبر مختلف شركات الطيران في الدولة.