ينظم منتدى الشارقة للاستثمار 2025، الذي يُقام هذا العام بأجندة موحدة مع “مؤتمر الاستثمار العالمي”، أكثر من 60 ورشة عمل وجلسة متخصصة، تُتيح للمشاركين فرص التعرف على أبرز التوجهات العالمية في مجالات الاستثمار والتنمية المستدامة، واستكشاف الرؤى المستقبلية حول تمكين رواد الأعمال ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب بحث تأثيرات الذكاء الاصطناعي والاستدامة على قرارات الاستثمار الدولية.
ويأتي برنامج المنتدى ترسيخاً لمكانة الشارقة كمركز إقليمي رائد في تحفيز التنمية المستدامة وجذب الاستثمارات النوعية، وتعزيزاً لدورها في بناء بيئة أعمال قائمة على المعرفة والابتكار، حيث يجمع تحت مظلته صنّاع القرار والمستثمرين والخبراء الدوليين لتبادل الخبرات وصياغة رؤى مشتركة حول آليات دعم الاقتصاد العالمي في مواجهة التحديات المتغيرة.
وفي معرض تعليقه على برنامج العام الجاري من المنتدى، قال مروان العجلة، المنسق العام للجنة “منتدى الشارقة للاستثمار”: “يحمل المنتدى في كل دورةٍ أبعادًا متعددة تتجاوز كونه منصة للتواصل بين المستثمرين وصنّاع القرار، فهو أيضًا مساحة للاطلاع على أحدث الاتجاهات التي تشكّل مستقبل الاقتصاد العالمي.
وأضاف: “إننا نبني أطراً راسخة لاقتصاد عالمي أكثر مرونة واستدامة وشمولاً، من خلال جمع أبرز المفكرين وصناع السياسات على المستوى العالمي في الشارقة، حيث تتحول الورش والجلسات إلى مساحات عملٍ تشاركيةٍ تُترجم الرؤى إلى مبادراتٍ قابلة للتطبيق، وهو ما يعزز مكانة الشارقة كمركزٍ إقليمي فاعل في بناء بيئة استثمارية قائمة على التعاون والمعرفة والابتكار”.
استعراض البيئة الاستثمارية التنافسية في إمارة الشارقةتؤكد مؤشرات النصف الأول من العام الجاري أن الشارقة جذبت استثمارات أجنبية مباشرة قدرها 1.5 مليار دولار، ووفرت 2,578 فرصة عمل جديدة. وفي ضوء هذه المعطيات، تستعرض هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة خلال مشاركتها في المنتدى المكانة العالمية الفريدة للإمارة في ورشة بعنوان “الشارقة: وجهة الاستثمار والضيافة والثقافة والتعليم”. ويتعرف المشاركون فيها على الفرص الاستثمارية المتنوعة، والضيافة ذات المستوى العالمي، والتراث الثقافي الغني، والمؤسسات التعليمية والأكاديمية الرائدة في الإمارة.
تمكين الجيل القادم من القياديين
ويقدم أعضاء مجلس الشارقة للشباب في المنتدى ورشة بعنوان “المبادرات الشبابية وريادة الأعمال: من الأفكار إلى التأثير”، تماشياً مع الحملة الوطنية “الإمارات عاصمة رواد الأعمال في العالم” الهادفة إلى تمكين 10 آلاف رائد أعمال. وتسلط الورشة الضوء على الدور الأساسي للشباب في تشكيل مستقبل الاقتصاد. إذ تشير بحوث أجرتها “فيرجن ستارت أب” أن 26% من الشباب بعمر 18-24 عاماً يستعدّون لإطلاق مشاريع في عام 2025، وتستكشف هذه الورشة كيف يمكن للقياديين الشباب تحويل الأفكار إلى مشاريع مربحة، مما يعكس التحول العالمي نحو الابتكار الشبابي.
دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال المحليين
وتقدم مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية (روّاد) ورشة لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال في المجتمع، وتستهدف إلهام الحضور وتشجيعهم على تاسيس مشاريع وطنية تسهم في تعزيز المؤشرات الاقتصادية المحلية في قطاعات متنوعة. كما تنظم جلسة بعنوان “مقدمة عن خدمات مؤسسة الشارقة لدعم المشاريع الريادية”، تستعرض خلالها الخدمات والحوافز التي تقدمها “روّاد” لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارة.
ويعقد مصرف الإمارات للتنمية وصندوق الإمارات للنمو ضمن فعاليات المنتدى ورشة تحمل عنوان “تمويل الحلول في منطقة الشرق الأوسط: الصعود مع الشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات”، لمناقشة التحديات الأساسية التي تواجه القطاعات الاقتصادية الرئيسة في دولة الإمارات. فمع مساهمة الشركات الصغيرة والمتوسطة بـ 63.5% في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي، والتوقعات بوصول عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات إلى مليون شركة بحلول 2030، تسلط هذه الجلسة الضوء على حلول التمويل المبتكرة والمناهج التعاونية المخصصة لتمكين المؤسسين الطموحين وبناء الجيل القادم من الأبطال الوطنيين.
حوارات استراتيجية رفيعة المستوى
وتقدم الرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار (وايبا) ووزارة الاستثمار الإماراتية جلسة رفيعة المستوى بعنوان “اقتصادات المستقبل – من المخاطرة إلى المرونة”، وتستكشف كيف يمكن للاقتصادات تعزيز المرونة من خلال الاستثمار المستدام، والتنوع، والابتكار. وبحسب “مجموعة بوسطن الاستشارية”، يمكن للشركات التي تستثمر في المرونة تخفيف الخسائر المالية وتكاليف العمليات بنسبة 30% خلال الأزمات، وينطبق هذا المبدأ على الاقتصادات المحلية. وتضم قائمة المتحدثين في الجلسة كلاً من سعادة فهد القرقاوي، وكيل وزارة التجارة الخارجية الإماراتية، سعادة زاهر القطارنة، الأمين العام لوزارة الاستثمار الأردنية، شياويان زو، نائبة الرئيس التنفيذي للمجلس الصيني لترويج الاستثمار الدولي، ورحاب لوتاه، نائبة الرئيس التنفيذي في “شركة الصكوك الوطنية”. وتناقش الجلسة كيف يمكن للسياسات الاستباقية نحويل التحديات العالمية إلى فرص.
وتبحث جلسة رفيعة المستوى بعنوان “تأثير الذكاء الاصطناعي والاستدامة على قرارات الاستثمار” كيف يمكن للتحليلات المعززة بالذكاء الاصطناعي وأولويات الاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية والحوكمة تحويل استراتيجيات الاستثمار العالمية. فمع وصول استثمارات مؤسسات الذكاء الاصطناعي إلى 252.3 مليار دولار في عام 2024، بحسب “مؤشر ستانفورد للذكاء الاصطناعي 2025″، ونتائج بحوث أجرتها “برايس ووترهاوس كوبر” تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يرفع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 14% بحلول 2030، تناقش هذه الجلسة كيف يسهم تحليل البيانات في تقييم المخاطر وتخصيص رأس المال. ويشارك في الجلة كل من سعادة كوبانيشبيك أومورالييف، الأمين العام لمنظمة الدول التركية، دجورديجا بيتكوسكي، أستاذ زميل في كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، ومؤسس والمدير التنفيذي لـ”جلوبال سي دي إل”، ويسلطان الضوء على مساهمة التكنولوجيا والاستدامة في إعادة تعريف التنافس العالمي.
ويتضمن برنامج “منتدى الشارقة للاستثمار” و”مؤتمر الاستثمار العالمي” أكثر من 160 فعالية، و120 اجتماع أعمال ثنائي، ويوفر منصة متكاملة لعقد الصفقات وتطوير الاستراتيجيات، تحت شعار “قيادة التحول العالمي: استثمار نحو مستقبل مرن ومستدام”، ومن المتوقع أن يستقبل أكثر من 10 آلاف مشارك يمثلون 142 دولة، يومي 22 و23 أكتوبر في مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات.
وينظم المنتدى مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) بالشراكة مع الرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار (وايبا) ووزارة الاستثمار في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتضمن سلسلة من ورش العمل والجلسات التي تُعرف تُزوّد الحضور بالرؤى والأدوات اللازمة لدخول سوق الاستثمار العالمي.
